مركزية المسجد الجامع .. ووظائف المسجد في عصر التبعية الغربية

بين مركزية “المسجد الجامع “في الحضارة الإسلامية ومحدودية وظائف المسجد في عصر التبعية الغربية، فرق شاسع لا تكفي الكلمات إلى حصر جوانبه.

مما لا شك فيه أن مصطلحي المسجد والمسجد الجامع ينم عن اختلاف في الفهم والمعنى، واختلاف في تصور وظيفة كل واحد منهما، وحتى يسهل معالجة هذا الموضوع بمختلف أشكاله وتجلياته وجب توضيح معناهما لغة واصطلاحا، بما تمليه المصادر الشرعية التي نقلت إلينا القصص والروايات عن وظيفة كل من المسجد والمسجد الجامع، وعن الفوارق التي بسببها تم احداث المصطلحين في ضوء الحضارة الإسلامية.

حقيقة المسجد والمسجد الجامع

بالرجوع إلى المصادر والمعاجم اللغوية، يتبين أن المسجد هو الخضوع والانقياد. قال الفيروز آبادي: [سجَدت المخلوقاتُ: خضعت وانقادت: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} – {فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ}]، ووافقه ابن منظور في لسان العرب على هذا المعنى سَجَدَ: خَضَعَ، وانْتَصَبَ، ضِدٌّ. ونحوه أسْجَدَ: طَأْطَأَ رَأسَهُ، وانْحَنَى، وأدامَ النَّظَرَ في إمْراضِ أجْفانٍ.

مما سبق يتبين أن المسجد في سائر استعمالاته اللغوية تقريبا، يدل على معنى الانقياد والخضوع وسجود العبادة، قال تعالى: (فَسَجَدُوا إِلاَّ إبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ)، وهو في الغالب سجود عبادة، والمسجد هو الموضع والمكان الذي يسجد فيه الساجد والعابد والمتعبد.

أما الجامعُ في اللغة عند أحمد المختار عمر في كتابه معجم اللغة العربية المعاصرة فهو: اسم من أسماء اللهِ الحُسْنى، ومعناه: الذي جمع الفضائل وحوى المكارم والمآثر، جامع الخلق في موقف القيامة، جامع أجزاء المخلوقات عند الحشر والنشر بعد تفرّقها، وقال هو مسجد يُصَلِّي فيه المسلمون ويُطلق بصفة خاصَّة على المسجد الذي تُصلّى فيه الجُمعة، وفي المعجم الغني: قيل الجامع: ذَهَبَ إِلَى الجَامِعِ لأَدَاءِ الصَّلاَةِ: أي الْمَسْجِدُ الكَبِير. بمعنى الجمع في مكان واحد على أمر واحد.

أحمد المختار عمر

إلا أن المعنى الاصطلاحي يختلف في كلا الكلمتين فقد نقل عن الأزهري أنه قال عن المسجد (هو بيت من بيوت الله سبحانه وتعالى، بناه العباد بفضل الله، وخصّصوه لأداء الصلوات الخمس المفروضة يوميّاً، وقد وُجّهت قبلته نحو مكّة المكرّمة، وقد يخرج تعريف المسجد عن هذا المعنى بحيث يكون المسجد يشمل المكان الذي يصلي فيه العبد صلاته إن حدث مانع وعذر من مرض وغيره). ويؤكد ذلك الحديث الذي رواه البخاري عن جابر قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي، نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل)، هكذا يتضح أن المسجد في الاصطلاح الشرعي لا ينحصر دائما في المكان الذي بناه العباد، إنما قد يطلق لفظ المسجد على الموضع الذي انتهى إليه العبد وأدركه وقت الصلاة فيه فلا بد له من اتخاذ الموضع مسجدا ولو كان ذلك مؤقتا.

أما الجامع يتعدى المسجد في الخصائص التي يعتني بها ويشملها، فهو أكبر من المسجد في المساحة، ويجمع الجامع بين خصائص المسجد وبين وظائفه فهو مسجد تصلى فيه الصلوات الخمس، وجامع لأنه المكان الذي تصلى فيه الجمعة والعيدين وصلاة الاستسقاء، وفيه تلقى الدروس والمحاضرات الدينية، ومنه يخرج الأمر ويعطى بعد تشاور أصحاب الاختصاص فيما بينهم، وعلى ذلك فإن المسجد على المعنى الخاص هو مسجد قباء أول مسجد صلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الجامع هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وهو أول مكان جامع للأمور الدينية والدنيوية للمسلمين.

الخلفية الاجتماعية والسياسية للمسجد الجامع

كان الجامع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يتمتع بخلفيتـه الاجتماعية، على اعتبار أنه المكان الذي اجتمع فيه المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة لأجل الالتحاق بالرسول صلى الله عليه وسلم تاركين مساكنهم وأموالهم، فما كان من الرسول إلا أن هيأ لهم جناحًا في الجامع يسمى “منزل الصُّفـة أو الظّلة” وهذا كان خاصاً “بعابري السبيل والمهاجرين وغيـرهم من المحتاجين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجالسهم ويأكل معهم ويقول “من يضيف ضيف رسول الله”، يقول أبو هريرة رضي الله عنه:” كنت وسبعين رجلا من أهل الصفة ما منهم رجل عليه رداء، إما بردة، أو كساء قد ربطوها في أعناقهم”[1]. فانظر إلى حجم معاناتهم ودور المسجد في تخفيف هذه المعاناة.

 كما كان منارة للعلم والعلماء، يسافر إليه القريب والبعيد من أجل الطلب والتحصيل من علماء أمة الإسلام، “كان الصحابة رضوان الله عليهم يقومون بالتدريس في المسجد، فكان ابن عباس- رضي الله عنهما- و غيره من الصحابة يدرسون التفسير والحديث والسيرة النبوية واللغة العربية والأدب… في المسجد، واستمر هذا الأمر بعد جيل الصحابة والتابعين إلى أن ضاقت هذه الجوامع بروادها كجامع القرويين في المغرب، وجامع الزيتونة في تونس وجامع قرطبة في الأندلس، فأصبحت جامعات مستقلة ولها مبان خاصة… فصار دور المسجد جامعة علمية وخيرية وثقافية”[2].

جامع الزيتونة (ويكيبيديا)

وهذه الأدوار التي كانت تؤديها المساجد الجامعة عظيمة استفاد منها العلماء المسلمين استفادة عظيمة، حيث إن المسجد الجامع كان يوفر عليهم وسائل كثيرة تعينهم على الطلب والتبليغ والدعوة إلى الله سبحانه وتعالى.

 يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله متحدثاً عن المساجد موضحاً ما كانت عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وكانت مواضع الأئمة، ومجامع الأمة هي المساجد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أسس مسجده المبارك على التقوى، ففيه الصلاة والذكر والقراءة، وتعليم العلم والخطب وفيه عقد الأولوية، وتأمير الأمراء وتعريف العرفاء، فيه يجتمع المسلمون عنده لما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم”[3].

إضافة إلى ذلك وظائفه السياسية والعسكرية التي غيرت موازين القوى في المنطقة (الجزيرة العربية)، فــي مدة ليست بالطويلة علــى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد أصحابه وكلُّ من حافظ على وظيفته، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “بينما نحن في المسجد يوما خرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: انطلقوا إلى يهود؛ فخرجنا حتى جئنا بيت المدراس فقال: ” أسلموا تسلموا، واعلموا أن الأرض لله ورسوله وإني أريد أن أجليكم عن هذه الأرض، فمن يجد منكم بماله شيئا فليبعه، وإلا فاعلموا أن الأرض لله ولرسوله”[4].

وكان الجامع الموضع الذي تلقى فيه كل الخطابات العظيمة المهيبة التي نقلها لنا التاريخ عن كل خليفة من الخلفاء تولى أمر المسلمين، قال سيدنا أبو بكر رضي الله عنه يوم توليه الخلافة، بعد أن حمد الله وأثنى عليه، “أما بعد، أيها الناس فإني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرد عليه حقه، إن شاء الله تعالى، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق، إن شاء الله تعالى، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم قط إلا عمهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله”[5].

فهذه نبذة مختصرة عن وظائف هذا المسجد الجامع الذي تشارك الناس فيه أحزانهم وأفراحهم، وأُخِذَ فيه الحق من الظالـم وأعطــي للمظلـوم، والذي كان كالنفـس حيّاً تتـوحد فيــه الأرواح وتتجانس، أصبح كالجسد الميت لا روح فيه وإن كانت تؤدى فيه أعظم وأجل عبادة وهي الصلوات الخمس، لهذا فالاسم الذي وجب علينا أن نعطيه حاليا “دار العبادة” لما أتى على دوره الريادي ووظائفه من التقلص.

الاختلالات التي طالت المساجد

أما عن المساجد اليوم فهي أقرب بوظائفها لبيوت العبادة في الديانات الأخرى، حيّـة بزخرفاتها مقبرة لعقول ساكنيها، لا روح تجري في فضائها وذلك لعدة اختلالات طالتها وطالت وظائفها، بحيث لا تتميز بأي حضور سياسي أو اجتماعــي بل حتــى وظيفـة العـبادة التي يؤديها العباد، بل قُيّد الدخول إليها فــي عصر كـورونا أكثر بذريعة وجود علة مرضية مُعدِية.

مساجدنا التي كانت في يوم من الأيام مركزاً يحتكم الناس إليها، فالمسجد على عهد رسول الله صلــى الله عليه وسلم وأصحابه كان مركزاً للقضاء، إلا أنه أضحى اليوم مسلوب الهوية فيما يخص إصدار القرارات، والتدخل في الحياة الاجتماعية للمسلمين.

بعد أن أُحدِثت المدارس والجامعات تم سحب التعليم والتعلم من الجامع، والغريب أن هذا الأمر جعل فئة عريضة من المسلمين (الشباب خصوصا) يفرّطون في أعظم عبادة كلفنا بها الله عز وجل وهي الصلاة، فهذه المدارس الحديثة التي تم تشيدها بعيدا عن المساجد لتكون منارة للعلم، وتكوين جيل صاعد ينخرط بوعي في الحياة العلمية والاجتماعية، أصبح كثيرٌ من كوادرها وإداراتها محاربًا للعبادات التي لأجلها خلق الخلق، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات: 56] كيف ذلك؟

من خلال بثّ الوهن والبعد عن دين الله في نفوس الطلاب من قبل الكوادر التعليمية والإدارية، وكذلك من خلال التدريس في أوقات الصلوات المفروضة، غالبية المدارس لا يوجد فيها مسجد للصلاة من الأساس، وحتى إن وجد ركن من الأركان للصلاة فإن المتعلم لن يصلي صلاة الفرض حتى ينتهي من الحصة أو المحاضرة.

الاقتصار على بعض الدروس “العلمية” التي لا تلبي فعلياً احتياجات الشعـوب ولا تعطي تلك القيمة الفعلية المضافـة التـي يتمتع بها المسجد فـي التربية والتعليم وإصلاح للحياة الاجتماعية.

 بالرغم من أن وزارة التربية والتعليم هي الوصية بهـذا القطاع إلا أنها لم تنجح في صناعة جيل بقيم إسلامية وهوية حضارية تخدم الأمة في تقدم والازدهار الحضاري، المحزن فـي الأمر أن هذه القيم أصبحت منحطة بشكل أكبر منذ أن حُجِب المسجد عن هذا الدور وكفلته الوزارة.

تحجيم آثار خطبة الجمعة

فيما يخص خطبة الجمعة التي كانت ذلك الضوء الذي ينير ظلمة الحياة التي يعيشها المسلمين في زمن الفتن وتعطيل الشريعة ومحاربة الدين، أصبحت ورقة مكتوبة من قبل مجالس محددة، لا تتدخل في الحياة الاجتماعية ولا في القضايا المعاصرة، وفي عز تغلغل المذاهب الفكرية الهدامة بين فئة الشباب نجد الورقة خالية من كل هذه الأمراض التي أصابت قلوبهم، فالشباب يعاني من موجة الإلحاد والتشكيك في المقدسات والخطيب يسرد عليه ورقة عن الأعياد الوطنية، وظاهرة التصحّر.

أصبح المسلم اليوم يصلي صلاة الفرض وإن أراد أن يصلي صلاة النافلة في المسجد، وجب عليه الإسراع في صلاته لئلا يغضب حارس المسجد أمام بوابته، بسبب بقائه في المسجد مدة أطول من اللازم.

والسبب في هذا يعود إلى حدث ليس ببعيد وهو اهتزاز وتفجير ناطحتي السحاب في الولايات المتحدة، هذا التفجير الذي دفع ثمنه المسلمين في كل بقاع العالم، ففي العام نفسه تم منع المصلين من الجلوس بين الصلوات في المساجد، تم منع تحفيظ القرآن الكريم تحت سقفه، وتمّ الضغط على الكراسي العلمية وتشديد الرقابة على كل مسجد، كأن أيادي خفية وجهت الأوامر لكل القيادات المركزية للدول المسلمة، في محاولة لسير على إيقاع الحذر الأمني الذي تمليه الولايات المتحدة، فالعنف الواهم الذي تعرض له القطب الوحيد جعل من الخوف وسيلة للتدبير السياسي على المستويين الداخلي والخارجي، والخوف إنما هو من كل من يرتاد المساجد، وكل ملتحٍ يلقبونه  بالسلفي أو الاخواني.

 يقول المهدي المنجرة: “في البلدان المعتبرة في خانة دول العالم الثالث، يسير الحكام بلدانهم تبعا لمزاجيات الخوف، والرهبة من هذا الإسلامي أو ذاك الإرهابي” [الإهانة في عهد الميغا الإمبرياليّة، المهدي المنجّرة].

حين يتوقف الزمن مع كلمة “الله أكبر”

مساجدنا اليوم عبارة عن دور كبيرة، تم بناؤها وتشييدها ليتعبد فيها الإنسان سويعات قصيرة يوميًّا ويخرج منها إلــى حيث توجد الحياة الحقيقية بالمفهوم العلماني الجديد، جاء في كتاب وحي القلم للرافعي: ” ورجعتْ بنت المقوقس إلى أبيها في صحبة “قيس”، فلما كانوا في الطريق وجبت الظهر، فنزل قيس يصلي بمن معه والفتاتان تنظران؛ فلما صاحوا: “الله أكبر” ارتعش قلب مارية، وسألت الراهب “شطا”: ماذا يقولون؟ قال: إن هذه كلمة يدخلون بها صلاتهم، كأنما يخاطبون بها الزمن أنهم الساعة في وقت ليس منه ولا من دنياهم، وكأنهم يعلنون أنهم بين يدي من هو أكبر من الوجود؛ فإذا أعلنوا انصرافهم عن الوقت ونزاع الوقت وشهوات الوقت، فذلك هو دخولهم في الصلاة؛ كأنهم يمحون الدنيا من النفس ساعة أو بعض ساعة؛ ومحوها من أنفسهم هو ارتفاعهم بأنفسهم عليها؛ انظري، ألا تريْنَ هذه الكلمة قد سحرتهم سحرًا فهم لا يلتفتون في صلاتهم إلى شيء؛ وقد شملتهم السكينة، ورجعوا غير من كانوا، وخشعوا خشوع أعظم الفلاسفة في تأملهم؟

قالت مارية: ما أجمل هذه الفطرة الفلسفية! لقد تعبت الكتب لتجعل أهل الدنيا يستقرون ساعة في سكينة الله عليهم فما أفلحت، وجاءت الكنيسة فهوَّلت على المصلين بالزخارف والصور والتماثيل والألوان؛ لتوحي إلى نفوسهم ضربًا من الشعور بسكينة الجمال وتقديس المعنى الديني، وهي بذلك تحتال في نقلهم من جوهم إلى جوها، فكانت كساقي الخمر؛ إن لم يعطك الخمر عجز عن إعطائك النشوة، ومن ذا الذي يستطيع أن يحمل معه كنيسة على جواد أو حمار؟

قالت أرمانوسة: نعم، إن الكنيسة كالحديقة؛ وهي حديقة في مكانها، وقلما توحي شيئًا إلا في موضعها؛ فالكنيسة هي الجدران الأربعة، أما هؤلاء فمعبدهم بين جهات الأرض الأربع”.

الحاصل أن هذا الذي تعجبت منه هذه النصرانية، من السكينة والخشوع وطيب النفس الذي يحصل للمصلين، انقلب إلى الضد والذي ذكرته عن الكنيسة صار كلمتنا وشعار مساجدنا وهذه من الأمراض التي تركتها العلمانية والعولمة في قلوبنا وقلوب من يحكموننا.


[1] أبو هريرة (بوابة الإسلام)، محمد عجاج الخطيب- مكتبة وهبة – الطبعة الثالثة: 1402ه/1982م ص: 81-

[2] نقلا عن الجزيرة نت، برنامج الشريعة والحياة مع فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي بتاريخ 4 ذو الحجة 1432 موافق 30/10/2011. موقع: www.quaradawi.net

[3] ابن تيمية: تقي الدين، مجموع الفتاوى، دار الكتب العلمية، (35/95)

[4] أخرجه البخاري- كتاب الجزية والموادعة- باب إخراج اليهود من جزيرة العرب، رقم 3167- 2/296

[5] التاريخ الإسلامي- محمود شاكر، 3/55