لنثبت به فؤادك!

image_print

أنزل الله على قلب رسوله محمد ﷺ القرآن العظيم، روحًا من أمره ووحيًا جليلاً، يهدي به إلى سبيلِ صراطٍ مستقيم، فعاش رسول الله يبلّغه ويفسره ويعيش بين ظهراني صحابته يوضح لهم مراميه، يتدبرونه، ويتذاكرون آياته.

ما أجدرنا نحن المسلمين، أن نتذاكر القرآن آيةً آيةً، ومعنى معنى، لندرك مقاصده الكبرى، وحِكَمه البالغة، فنتلقّاه كما تلقّاه صحابة رسول الله ﷺ منه، بما ييسّره الله لنا؛ وما يأتينا من الحقائق الإيمانية به، ومعاني العبودية، وأخلاقه وسلوكياته، وقصصه وأخباره، وأحكامه وشرائعه، حتى يصير القرآن “في قلب المؤمن نفَسًا طبيعيا، لا يتصرف إلا من خلاله، ولا ينطق إلا بحكمته” [من كلام الشيخ فريد الأنصاري]. وحتى لا نكون ممن قال فيهم رسول الله ﷺ {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورً} [الفرقان: 30] فاللهم ربّ يسر وافتح علينا من أبواب حكمتك وعلمك وفضلك، وعلّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وزكِّنا به إنك أنت الفتاح العليم.

فيض المجالسة

ومدار مدارستنا في مجلسنا هذا، آيتان وما لهما من ارتباطات مَعانيّة، يقول جلّ وعلا في محكم التنزيل في سورة هود، {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنۢبَآءِ ٱلرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۚ وَجَآءَكَ فِى هَٰذِهِ ٱلْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ}[هود. 119] جاءت الآية في أواخر السورة، وقبل أن نبيّن السياق الخاص للآية، فالسياق العام للآية في سورة هود، أنْ جاءت السورة مقسمة إلى ثلاثة أقسام كبرى؛ ففي مطلع السورة ابتدأت الآيات بالثناء على القرآن والتنويه به، وبيان دعوتهﷺ {الٓرۚ كِتَٰبٌ أُحۡكِمَتۡ ءَايَٰتُهُۥ ثُمَّ فُصِّلَتۡ مِن لَّدُنۡ حَكِيمٍ خَبِيرٍ*أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ وَبَشِيرٞ} [هود. 1-2] ثم من بين أهم موضوعاتها إثبات البعث والجزاء {وَلَئِن قُلۡتَ إِنَّكُم مَّبۡعُوثُونَ مِنۢ بَعۡدِ ٱلۡمَوۡتِ لَيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ*وَلَئِنۡ أَخَّرۡنَا عَنۡهُمُ ٱلۡعَذَابَ إِلَىٰٓ أُمَّةٖ مَّعۡدُودَةٖ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحۡبِسُهُۥٓۗ أَلَا يَوۡمَ يَأۡتِيهِمۡ لَيۡسَ مَصۡرُوفًا عَنۡهُمۡ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ}[هود. 7-8]، وبيان حال الإنسان في الشدة والرخاء {وَلَئِنۡ أَذَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِنَّا رَحۡمَة ثُمَّ نَزَعۡنَٰهَا مِنۡهُ إِنَّهُ لَيَـُٔووس كَفُور*وَلَئِنۡ أَذَقۡنَٰهُ نَعۡمَآءَ بَعۡدَ ضَرَّآءَ مَسَّتۡهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ ٱلسَّيِّـَٔاتُ عَنِّيٓۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ}[هود. 9-10]، وتصبير الله لنبيه عن افتراءات المشركين ضده والقرآن، ودفع افتراءاتهم {فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعۡضَ مَا يُوحَىٰٓ إِلَيۡكَ وَضَآئِقٌ بِهِۦ صَدۡرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ كَنزٌ أَوۡ جَآءَ مَعَهُ مَلَكٌۚ إِنَّمَآ أَنتَ نَذِيرٞۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٌ*أَمۡ يَقُولُونَ ٱفۡتَرَىٰهُۖ قُلۡ فَأۡتُواْ بِعَشۡرِ سُوَرٖ مِّثۡلِهِۦ مُفۡتَرَيَٰتٖ وَٱدۡعُواْ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ}[هود. 12-13] وتبيان فريق الكفر وفريق الإيمان{أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَفۡتَرُونَ*لَا جَرَمَ أَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ هُمُ ٱلۡأَخۡسَرُونَ *إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَأَخۡبَتُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ*۞مَثَلُ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ كَٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡأَصَمِّ وَٱلۡبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِۚ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}. [هود. 21-22-23]

ليتم الانتقال إلى تبيان دعوة الأنبياء والرسل لأقوامهم، وذلك بدعوتهم للإيمان بالله، وإفراده بالعبودية دون الإشراك به، والعُدول عن فسوقهم، ومن ذلك: هذا سيدنا نوح مع قومه : {وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا نُوحًا إِلَىٰ قَومِهِۦٓ إِنِّي لَكُمۡ نَذِيرٌ مُّبِينٌ * أَن لَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّا ٱللَّهَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ عَذَابَ يَوۡمٍ أَلِيمٖ}[هود 25-26] ونبي الله هود: {وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمۡ هُودٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥٓۖ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُفۡتَرُونَ}[هود50] وصالح {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمۡ صَٰلِحٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ وَ ٱسۡتَعۡمَرَكُمۡ فِيهَا فَٱسۡتَغۡفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِۚ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٞ مُّجِيبٞ}[هود. 60] ثم شعيب {وَإِلَىٰ مَدۡيَنَ أَخَاهُمۡ شُعَيۡبٗاۚ قَالَ يَٰقَوۡمِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنۡ إِلَٰهٍ غَيۡرُهُۥۖ وَلَا تَنقُصُواْ ٱلۡمِكۡيَالَ وَٱلۡمِيزَانَۖ}[هود. 83]

لتأتي أواخر الآيات لذكر العظات والفوائد من إرسال الرسل، وما ينجي من العذاب، والفلاح بالنعيم، وسبيل الشقاوة والسعادة، ليوجه الخطاب إلى نبيه، لتكون الحكمة البالغة من إرسال الرسل وسنامها {مَا نُثَبِّتُ بِهِۦ فُؤَادَكَ}، ليتعظ بها النبي الكريم، وصحابته المطهرين، ومن تبعهم من المؤمنين.
لقد كانت السورة تسلية للنبي الكريم، وتصبيرًا له على أذى قومه الذي لقيّه منهم على شتى الصور، وسبيل للثبات على مبدأ من سبقه من الرسل والأنبياء، حتى يُبلّغَ الأمرَ الذي أُرسلَ به، ولا يجد في صدره حرجا مما يدعو إليه، فكان القرآن وسيلة لتحقيق هذا المسعى، ذلك بتثبيته على الحق وتطمينا لقلبه ﷺ، فكانت من جملة مقاصد السورة تثبيت الرسول ﷺ.

التثبيت والترتيل

جاءت الآية الأخرى في سورة الفرقان {وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَٰحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَٰهُ تَرْتِيلًا}[الفرقان: 32]، في سياق ابتدأت السورة كعادة بعضِ سور القرآن الكريم بإنزال الكتاب على عبده، وإثبات تفرده بوحدانيته سبحانه، لتكمل بذلك الآيات في عرض شبه المشركين وادعاءاتهم الباطلة وزورهم وافتراءاتهم، ليرد الله عليهم، بقول فصلٍ، ويُبطل ما يدّعون… وتسترسل الآيات في عرض صور الجنة والنار والبعث، وعقاب المشرك وثواب المؤمن، في جملة من ادّعاءاتهم. في ظل هذا السياق المشحون بافتراءات الكافرين والردود المسلولة عليهم، تأتي الآية الكريمة للرد على دعوة الذين كفروا بإنزال القرآن جملة واحدة {كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَٰهُ تَرْتِيلًا} فكانت من جملة مقاصد السورة الانتصار للنبي الكريم والقرآن الكريم ودفع ورد شبه المشركين، {كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَ}، ليعلم أن ما يدعو إليه هو الحق من عند ربه، وما دون ذلك باطل، فامضي حيث أمرت ولا تتبع أهواءهم، ولا يصدنك أحد عن هذا الذي أُمرت به، وأُرسلت له، فاصبر. فارتبط التثبيت بالترتيل. وفي ذلك يقول الدكتور المربي فريد الأنصاري رحمه الله، في عن معنى الجمع بين التثبيت والترتيل في كتابه مجالس القرآن ج1: “من هنا كان الترتيل بهذا المعنى مرتبطا بالتثبيت ارتباطا وثيقا؛ ذلك أن تقرير منهج الرحمن في تنزيل القرآن مفرقا؛ قصد بناء العمران الإيماني لقلب الرسول وصحابته، ثم بناء النسيج الاجتماعي للمجتمع المسلم، كل ذلك جاء على قدر معلوم وحكمة سابقة! اقتضت أن ينزل القرآن آیات آیات، بصورة منهجية مرتبة تراعي الأولى فالأولى، في المعاني وفي الزمان والأحوال، في سياق بناء الأمة الإسلامية. فكل آية هي كاللبنة توضع بعناية في قلب المؤمن مكانها، على ما يناسب حاله في زمانه، وعلى ما يناسب اللبنة التي تليها بدقة متناهية”.

فريد الأنصاري

من فوائد الآيتين والسورتين:

1 الاطلاع على أخبار السابقين من الصالحين والطالحين، سبيلٌ للثبات، و شرفٌ للمبدأ.

2 إن الأنبياء والرسل مدرسة إيمانية وتعبدية، في الدعوة والدعاء والاستغفار، معرفة قصصهم وأحوالهم، دافع للمضي في طريق الإصلاح. بهذا المعنى يقول السكران فرّج الله عنه في كتابه الطريق إلى القرآن: “من وجوه الانتفاع بالقرآن، تدبر أخبار الأنبياء التي ساقها القرآن وكررها في مواضع متعددة، وبدهي أن هذه الأخبار عن الأنبياء ليست قصصًا للتسلية، بل هي نماذج يريد القرآن أن يوصل من خلالها رسائل تضمينية، فيتدبر قارئ القرآن ماذا أراد الله بهذه الأخبار؟ مثل التفطن لعبودية الأنبياء وطريقتهم في التعامل مع الله”.

3 كان بهذا المعنى كعادة سور القرآن أن يتلو على نبينا من قصص الأولين والآخرين من الأنبياء والرسل ما يثبت قلبه، ويؤنس نفسه، وذاك بالسير على هداهم، ثم من عدم العُدُول عن الأمر العظيم الذي أرسل به، وعن القول الثقيل الذي يحمله لأجل تبليغه. وكما يقول السعدي في بعضٍ من تفسيره للآية في سورة هود: “فإن النفوس تأنس بالاقتداء، وتنشط على الأعمال… ويتأيد الحق بكثرة شواهده، وكثرة من قام به”.

4 من أسباب الإعانة على الثبات، وطمأنة القلب، وزيادة الصبر؛ القرآن، ففيه الذكرى والعِبر، والعظة والخَبر، فيكون بذلك سبيلٌ للرشادِ والهدى، وإنه لأعظم وسيلة ثبات من الزيغ والضلال، ومن اتباع الهوى والكفر، وخير منقذ من الشهوات والشبهات.

5 كانت من المقاصد الكبرى للوحي القرآني؛ أن يُنزَّلَ مفرَّقًا، تثبيتًا للرسول ومن معه وتأييده، ولضرب الأمثال ممن سبقه، وذلك لاستشعار معية الله في الأوقات الحرجة والمضطرة،{أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}[النمل: 62] والاتّعاظ بتلكم القصص، ثم دحض شبه المشركين {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرًا}[الفرقان: 33]، بل من مقاصد القرآن تحقيق هاته الغايات؛ أن الله لا يذر ولا يدع عباده لوحدهم، أن يحملوا رسالته ليبلغوها فينساهم، بل معيته تشملهم، دائمة لهم {كلا إن معي ربي سيهدين}. [الشعراء: 62]

6 إن الإنسان خُلِق ضعيفا، فالضعف طبع متجذر فيه، كيف لا؟! وهو يجد في نفسه من الخوف والهلع، والأذية من كلام الناس عنه ما الله به عليم، فكانت من معية الله لعبده عبر القرآن، {فَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}. [ق: 39]

7 من المعاني المتكررة في القرآن كذلك، أن الانسان يحتاج إلى الله في كل أحواله، يستعين به ويتوكل عليه، ويفرّ من حوله إلى حول ربه وقوته، وقد يعتمد على نفسه ويضعف فيخسر، فينصره الله ﴿وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا﴾. [الإسراء: 74]

8 سورة هود والفرقان مكيتان، لذلك هذه الفترة الحرجة في بدايات الدعوة، كان لزاما إقرار عقيدة التوحيد، وتثبيت القلوب، وتصبير النفوس، وضرب الأمثال من الأمم السابقة، حتى تتعظ النفس ولا تجزع، وتثق في موعود الله.

9 ربط سور القرآن بزمن النزول وأسبابه، وبسياقه ودواعيه، وكذلك بالسيرة النبوية الشريفة؛ معين لا ينضب، لتدبر كتاب الله وفهمه، ولفهم السيرة النبوية أيضا، فتتحقق بذلك غاية تثبيت القلب من الزيغ والضلال، والثبات على الدين رغم الفتن، وزيادة الصبر.

مجالس القرآن التي لا تنتهي

مجالس القرآن مشروع دعوي نَظّرَ له فضيلة الدكتور المربي والرجل الرباني القرآني فريد الأنصاري عليه رحمة الله، ومن أجلِّ مقاصده: أن يكون تعبّدًا لله ابتداء، ولإخراج الأمة من النفق المظلم الذي تتخبط فيه، ووسيلة إصلاح للنفس وللمجتمع.

ونستغفر الله ونعوذ به من أن نتقوّل عليه، بغير علم ولا هدى، أو بهوى أو تحريف. ولعلنا في مجلس قرآني آخر نتذاكر في معاني القرآن العظيم، وحِكَمه ومقاصده إجمالًا، عسى أن نكون ممن قال فيهم رسول اللهﷺ، من حديث أبي هريرة: (وما اجتمع قومٌ في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده). [أخرجه مسلم]

التعليقات

تعليقات

0 ردود

اترك رداً

Want to join the discussion?
Feel free to contribute!

اترك رد