مقالات

الولاء والبراء.. جوهر قيام الأمم واستمرارها

لا بدّ للتجمّعات البشرية من رابطٍ يحوّلها إلى شعوب، رابطٍ يخلق بين الأفراد لحُمةً، وينزع شوكة الأثرة الفردانية؛ فيقوم الكل مقام الواحد، ويقوم الواحد مقام الكل في علاقةٍ يعكس عمقها مدى الترابط الذي يصنع من الشعب أمةً قادرةً على إقامة حضارة.

 كان ذلك الرابط هاجس ابن خلدون في محاولته الكشف عن مقومات الدولة السياسية، فذهب إلى أنّ “العصبيّة” جوهريّةٌ في العمق الأساسي لها، ولعلّها الرابط الذي يضمن انتظام الكتلة البشرية في بنيانٍ يصحُّ تسميته “دولة” حيث يلتحم الفرد بالجماعة، وتجري عليه أحكامهم وأحوالهم.[1] 

ذلك أنّ الحضارة كما أكد دارسو الحضارات “لا تقوم إلا على الحسّ الجماعيّ لا على الفردية بأية حال”، وأنّ الفكرة الحضاريّة “لا تكون إلا مُعصِّبة”[2].

رسم لمكة يعود إلى عام 1790

ولأنّ الإسلام يحمل بين جنبيه مشروع حضارةٍ آتت أُكُلها دهراً واسعاً من الزمان، فقد قدّم لمعتنقيه هذا الرابط الذي أسّس للأمّة القادرة على صناعة الحضارة الإسلامية، عبر مفهوم “الولاء والبراء” في توازنٍ يحفظ “العدالة” و”المواطنة”، واعتدالٍ يضمن للأمة هويتها وإنسانيّتها، فالمسلمون “أمة من دون الناس” لكنّهم أمةٌ تتعايش مع الأخوة في الوطن تعايشاً قائماً على ثنائية الحق والواجب التي تقيم العدالة، كما أنّهم “يتعارفون” على الأمم والشعوب الأخرى وفق مبدأ جوهره أن “لا عدوان إلا على الظالمين”.

بدأ بناءُ الدولة الإسلاميّة في المرحلة المدنيّة، وكانت الوثيقة التي أنشأها رسول الله صلّى الله عليه وسلم أولَ دستورٍ تشريعيّ احتُكم إليه في التاريخ الإسلامي، ونصّ البند الأول في الوثيقة على وحدة الأمة الإسلامية مرتقياً بالولاء من الأسرة والقبيلة إلى الدولة الجديدة؛ فـــ”المسلمون من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم وجاهد معهم أمة واحدة من دون الناس”[3]، ولأنّ الحاجة ماسّةٌ للولاء مادّيّاً ومعنويّاً، فقد جعل الإسلام آنذاك التوريث بين المسلمين بعضهم بعضا من دون مراعاة الرحم، وهو حكمٌ نسخته الآية {وَأُوْلُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُم أَوْلَى بِبَعْضٍ فِيْ كِتَابِ الله إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيْمٌ..” (الأنفال/75) حيث انتهت الحاجةُ المادّية لولاء الميراث ليبقى الجوهر المعنويّ الذي تأسس المجتمع المسلم عليه.

 كان ذلك عندما وُضِعَت اللبنة الأولى للمجتمع المسلم واقتضت المصلحة العليا للأمة أن يصبح المهاجرون والأنصار إخواناً، فينفكّوا عن العصبية للأهل والأقربين ويتحوّلوا إلى الولاء للأمة، {إِنَّ الَّذِين آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} (الأنفال/72)، واشتد الامتحان بالمؤمنين ليشدّد على الولاء للأمة الناشئة، في مقابل البراء من المخالفين في العقيدة ولو كانوا أولي قربى، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. (التوبة/23).

وضع الإسلام بذلك الأساس المتين للمجتمع، وضمن الولاء الذي يُعصّب جماعة المسلمين، الولاء الذي هو الخطوة الأولى في حفر أساسات الحضارة،  ذلك أنّ الضامن الحقيقيّ لقيام الحضارة هو الولاء الجماعي الولاء القائم على عقيدة مركزية واحدة، تُمثّلها نخبةٌ رشيدة، وتمتدُّ في عمق الجماعة، وتتحد بالمصلحة لتقيم نظاماً اجتماعيّاً متماسكاً[4] والذي يلخّصه الحديث الشريف: “مثلُ المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى” (البخاري)، بهذا الولاء تحوّلت الطبقة الأولى من المسلمين إلى عصبةٍ واحدة يجمعها هدفٌ واحد، ويضمّها نظامٌ اجتماعيٌّ موحّد، وتؤسّس لها عقيدةّ واحدةٌ، ولتعميق ذلك في المجتمع المسلم فُرِضَت فرائض ذات طابعٍ جماعيٍ بعضها اقتصادي مثّلته الزكاة والتي تضمن حقّ الفقراء في أموال الأغنياء للحفاظ على التوازن الاقتصادي، إضافةً إلى كونها مظهر ولاءٍ معنويّ مبنيّ على التراحم الذي يبدو في حده الأدنى فريضةً وفي حدوده العليا مندوباً كما في الصدقات، وفرائض ذات طابعٍ جماعيٍّ معنويّ مثّلتها الصلاة الجامعة في يوم الجمعة والتي هي الحد الأدنى من الاجتماع الذي يجدد فيه المسلمون ولاءهم الجماعيّ في المسجد الذي عرف بالجامع إبرازاً لوظيفته الجوهريّة، إذ ليست تختار اللغةُ مسمّياتها عبثاً، ومن ثم شجع الإسلام على الجماعة في الصلوات الخمس، ووعد المصلّي مع الجماعة بأضعاف ثواب الصلاة المفردة تأكيداً على الولاء الجماعي، وحثّ الإسلام على الجماعة في الأمور كلّها، كما بثّ في المجتمع أخلاق التعاون، والإيثار والتسامح وحسن الجوار والتناصح..

وتلوح عقيدة الولاء واضحة في الأحاديث الداعية إلى تلك الأخلاق، فالنصيحة “لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم” (البخاري)، و”من غشنا فليس منا” (مسلم)، و”المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده” (البخاري)، و”كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” (مسلم)، و”عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال:  “بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم” (متفق عليه).

فبالرغم من تأكيد الإسلام على العدل والإحسان في التعامل مع غير المسلمين إلا أنّ التركيز المباشر كان على العلاقة بين المسلمين أنفسهم، ما يؤكد أنها أخلاق يُراد لها أن تحكم المجتمع المسلم الذي توليه الخلاقيّة الإسلامية اهتمامها لإقامة الأمة المبتغاة، بل إن حديثاً مثل “لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي” (أحمد وأبو داوود) يشير إلى تدخّل المندوبات الأخلاقية في عمق الخصوصية الفردية وتوجيهها وجهة مجتمعيّة قائمة على الولاء، فاختيار الصديق المؤمن واختيار الضيف التقي يشي بانحيازٍ عصبيّ للأمة، ولا يخفى ما للصديق من أثر على صديقه، لكن مع عدم تحريم أو منع مصاحبة غير المسلمين، تُحبِّذ المنظومة الأخلاقيّة المسلمة، إذن، أن يختار المسلم صاحبه من خيرة المسلمين انحيازاً للأمة، وتعميقاً لعلاقاتها الداخلية.

لم يقامر الإسلام ببنية الأمة الإسلامية في علاقاتها الداخلية ولا الخارجية، بل عُني بكل تفاصيلها معمّقاً الولاء الذي يعصّب أفراد الأمة الإسلامية، والذي يبرز في مواقف جوهريّة نستطيع أن نلخّصها في ثلاث نقاط مهمة:

1- الحب: في الحديث: “من أحبّ لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان” (أبو داود)، وهو حديثٌ يوجّه قلب المؤمن فيجعل محبته وبغضه وفعله كله من وراء سور الإيمان بالله، بل إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ربط الإيمان بمحبته عليه السلام فقال: “لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين” (البخاري ومسلم)، وفي السياق نفسه يأتي حديث: ” ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار.” (البخاري ومسلم).

ومع أنّ الأحاديث السابقة تظل في إطار كمال الإيمان فإنّ القرآن نصّ صراحة على أنّ حب الله ورسوله والجهاد في سبيل الله ينبغي أن يكون في قلب المؤمن فوق حبه لأهله ولدنياه، في لهجة تحذير لمن يخالف ذلك، يقول سبحانه: {قُلْ إِنْ كَاْنَ آبَاؤكُمُ وَأَبْنَاؤكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيْرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوْهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُوْلِهِ وَجِهَادٍ فِيْ سَبِيْلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِي اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِيْ القَوْمَ الفَاسِقِيْنَ} (التوبة/24)، يفهم من الآية أنّ حكم الفسق ينطبق على أولئك الذين لا يجدون في قلوبهم شعور الحب لله ولرسوله وللجهاد حباً يفوق حب الأهل والمال والولد.

2- النصرة: جاء في وثيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة: “أن المؤمنين المتقين على من بغى منهم أو ابتغى دسيعة (كبيرة) ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين، وأن أيديهم عليه جميعا ولو كان ولد أحدهم، ولا يقتل مؤمن مؤمنا في كافر، ولا ينصر كافرا على مؤمن..” بهذا الميثاق ابتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية وفق قاعدة اليد الواحدة، التي تحمي الجسد الواحد، وتردُّ عنه العدوان أياً كان، فالمؤمن لا ينصر كافراً على مؤمن حتى ولو كان ذلك الكافر ولده أي أقرب الناس إليه من رحمه، ولأنّ مسلمي المدينة كانوا قد انشقوا بإسلامهم عن عصبيّتهم القبليّة  مخلّفين وراءهم أهلا وإخواناً  كان لزاماً عليهم أن يُعلنوا ولاءهم الكامل لأمّتهم مؤكدين أنّ نصرهم لأبناء أمتهم قائمٌ ولو كان العدو في ذلك أحد أهلهم، وقد فرض القرآن التناصر بين المسلمين بل أكد على إسلاميّة أصله، قال سبحانه {وَإِنْ اسْتَنْصَرُوْكُمْ فِيْ الدِّيْنِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} فبرغم أنّ الآية خاصّةٌ في مَن بقي في خارج المدينة من المسلمين ممّن لم يهاجروا فلم يدخلوا في حلف الدولة الجديدة إلا أنّها صريحةٌ في أنّ الدين رباطٌ يجمع الأمة في ولاءٍ أولي، لكنّ تمام الآية يوضح إقرار الإسلام ما يُعرف اليوم بمفهوم “المواطنة”، فالمؤمنون من المهاجرين والأنصار الذين أقاموا دولة الإسلام في المدينة المنورة أمة، لكنّهم كما نصّت الوثيقة النبويّة يتعايشون مع سواهم من المقيمين في المدينة وهم اليهود آنذاك، ولكلّ دينه الذي يقيمه، كما أنّ لكل فريق حقوقه وواجباته التي أوضحتها الوثيقة، والمسلمون ينصرون إخوانهم ممّن لا يشاركونهم المواطنة إذ لهم عليهم حق الدين، وولاء الأمة الواسعة، لكنّ هؤلاء لا يدخلون ضمن دولتهم كما هوا واضحٌ في الآية، ونصّها الكامل: {إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}.(الأنفال/72)

3- البراء من غير المسلمين: يستطيع المتتبع للنصوص الواردة في الولاء أن يطمئن إلى أن البراء لا يخرج عن كونه أحد مظاهر الولاء، وليس شطراً موازياً فولاء المسلم للمسلمين يقتضي منه ضرورةً البراء من سواهم، وهو براءٌ قوامه عنصرين جوهريين هما عدم الحب وعدم النصرة، فالمسلم لا يعلّق قلبه بغير المسلمين إعجاباً وارتباطاً ولا ينصرهم على إخوانه.

والنصوص صريحةٌ في بيان ذلك: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(المجادلة/22).

وجاء في صحيفة رسول الله أن المؤمن “لا ينصر كافراً على مؤمن”، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمَاً غَضِبَ اللهُ عَلِيْهِمْ} (الممتحنة/13).

قدّم الإسلام بفريضة “البراء” صيانة الحدود الخارجية للأمة، فالبراء هو الثغر الذي يحفظ للأمة هويتها ويحميها من انحرافاتٍ تودي إلى الميوعة الفكريّة أو الذوبان والتلاشي بله الانبهار المؤدي إلى غياب الثقة بالنفس في مقابل الآخر، بيد أنه حفظ للآخر حقوقاً مؤدّاة في ذمة المسلمين سواءٌ أكان هذا الآخر داخليّاً يعيش مع المسلمين في وطنٍ واحد كيهود المدينة الذين نصّت صحيفة رسول الله صلى الله عليه وسلّم على “أنّ بينهم وبين المسلمين النصر على من حارب أهل الصحيفة، وأنّ بينهم النصح والبر دون الإثم.. وأنّ النصر للمظلوم”. أو كان ذلك الآخر من أصحاب العهد والميثاق فقد أوجب الإسلام حفظ العهود والمواثيق مع الشعوب الأخرى فنصّ القرآن صراحةً على أنّ المسلمين ينصرون إخوتهم في الدين ممّن لا يشاركونهم الوطن مستثنياً من ذلك أصحاب الميثاق{إِلَّا عَلَىْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيْثَاقٌ..}.

وليس يقدح في البراء أن يتزوج مسلمٌ كتابيّةً، أو أن يتعايش المسلمون مع شركائهم في الوطن، فيبيعون ويشترون منهم، ويعدلون ولا يظلمونهم،  ويجاورونهم فيتهادون ويتزاورون على أن يبقى الأمر كلّه لله وهو ما حفظته وثيقة الرسول صلى الله عليه وسلّم: “وأنّه ما كان من أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده فإنّ مرده إلى الله عز وجل وإلى محمد رسول الله”.

ولعلّ لنا بعد هذه الإلمامة أن نختم بقول مصطفى صادق الرافعي: “لو سُئلتُ ما الإسلام في معناه الاجتماعي؟ لسألتُ: كم عدد المسلمين؟ فإن قيل: ثلاثمئة مليون، قلت: فالإسلام هو الفكرة التي يجب أن يكون لها ثلاثمئة مليون قوة”.

_______________________________________

الهوامش

[1] عبد الرحمن بن خلدون: تاريخ ابن خلدون- المقدمة، تح: خليل شحادة، دار الفكر بيروت 2001، ج2 ص427.

[2] بتول جندية: على عتبات الحضارة، بحث في السنن وعوامل التخلق والانهيار ص 43

[3] إسماعيل بن عمر بن كثير: السيرة النبوية، مكتبة المعارف، بيروت، د.ت

[4] ينظر في بيان ذلك: على عتبات الحضارة ص43