مقالات

التعامل مع الشبهات بين العقل والقلب

يعيش الناس في حقبة زمنيّة استحكمت فيها آليات السيطرة على الجماهير والعقول، واشتدت فيها الحرب على تعاليم الإسلام وعقائده، ومن ثم فإن الشبهات التي تعاد صياغتها لتفسد على الناس عقائدهم تنهمر كالمطر.

ينتهي تأثير الشبهة ويتوقف إذا كنت ذكيًّا بصيرًا، فتتأمل في قائلها، وتستفسر عن الغرض الدافع له من طرحها؟ وتبحث عن مكانة مثيرها من الدين والعلم؟ وما مكاسبه التي يتوقعها بإثارة هذا الموضوع؟ وهل هو نزيه يتحدث في الشأن العلمي الموضوعي أم له حساباته في خريطة السياسة والأموال والمناصب؟

إنه من الحكمة أن تظل الشبهة مشكوكًا فيها ما دام أن الذي طرحها مطعونٌ في دينه أو أمانته أو أخلاقه أو فكره وعلمه، وإذا ما تعرضت لشبهة فالأفضل أن يظل منها المرء على شكٍّ وتوجس، وأن يعرّضها الإنسان لمبضع الشكّ والاختبار وسؤال المتخصصين قبل أن يتشربها قلبه ويتعامل معها كأنها شيء لازم لا يمكن تجاوزه.

للشبهات أنواع كثيرة، واعلم أنها لن تؤثر على حياتك، ما لم تكن في صلب الإيمان والدين، فالطعون المثارة على تصرفات الحكّام من الأمويين والعباسيين والعثمانيين ليست بالتأثير الموازي للشبهات المثارة ضد القرآن والسنة، وعليه فما دامت الشبهة غير مؤثرة في إيمانك أو عملك الدعوي، فعدم التفكير بها والانصراف عنها أفضل في كل الأحوال.

هذه مقدمة مختصرة، أردت تبيين التعامل الأوليّ مع الشبهات، إلا أن ثمة أبوابًا أخرى ينبغي طرقها حين تطرق أبوابنا الشبهات، أفصّل القول فيها بما يأتي من الحديث.

لكلٍّ منّا ما يناسبه!

رأيتكَ تتكلّم مع ثلاث رجال متشككين في دينهم، أما الأول فرأيتك تهتم به وتدفعه إلى متخصّص ليجيب على تساؤلاته، وأما الثاني فرأيتك تقول له: لا تشغل بالك واستعذ من الشيطان وأكثر من ذكر الله، وأما الثالث فرأيتك صامتًا لا ترد عليه البتة، فلماذا هذا التفاوت في التعامل مع نفس الموقف؟.

بهذا المثال أستفتح المقصود من المقال، فليس كلُّ إنسان يتعامل مع الشبهة أو تعامله في رد الشبهة بذات الطريقة، فالأول مثله كأبي حامد الغزالي الذي قال: “الشك أول مراتب اليقين” [المنقذ من الضلال] وهو متسائل كي يقتنع بما لم يقتنع به. أو ليزداد إيمانًا في سلّم اليقين كما تساءل أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم، فهو تساؤل لا عن تشكيك في جدوى الإيمان، وإنما عن كيفية الارتقاء في درجة الإيمان.

ومثل هذا تذهب به إلى متخصص ليرد الشبه والشكوك التي تجول في خاطره، ونحسب أنه باحث عن الحقيقة، صادق في بحثه، وأنه سيهتدي لما يطمئن إليه قلبه وعقله من الحق عما قريب، وكل ما تفعله أنك تلتزم معه بنص القرآن، فالله يقول: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِك} [يونس: 94].

التعامل مع الشبهات

أما الثاني فلا ينطبق عليه وصف التشكيك وإنما هو موسوس! ولو أجبت على سؤاله لاقتنع، ثم لا يلبث أن يسأل سؤالًا آخر، ولو أقنعته بجواب عن ذلك وانصرف، لرأيته يتصل بك ليسأل ثانيًا وثالثًا ورابعًا.

ومثل هذا لا يكون متشكّكًا، ولا صاحب شبهة تستحق أن نناقشها مع متخصص، بل هو ذو وسواس قهري غلب عليه فتراه يعذب روحه وعقله، وهو ليس ذا مشكلة من الأساس كي نحلها، فباطنه رافض لتلك الوساوس العقائدية ومنزعج منها جدًّا. ورفضه لها هذا في حد ذاته دليل على صحة إيمانه وسلامة قلبه. بل ومن شدة انزعاجه منها نراه يرجو راحة البال فجاء كي نجيب على تساؤلاته ليهدأ. ولكنه لا يهدأ مهما أجبنا، إذ إنه واقع تحت تأثير الوسواس القهري الذي يشبه الاضطرابات العصبية تمامًا OCD (obsessive compulsive disorder).

ولذا فإن التعامل معه على أنه صاحب مشكلة فكرية تعامل خاطئ من الأساس، ولعلنا نجد شيئًا شبيها لهذا مع ما كان يحدث لبعض الصحابة أو ما يحدث مع كثير منا، سواء كنت أنا أو أنت أو غيرنا من المسلمين.

وهنا نستذكر هذا الحديث عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: (جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَأَلُوهُ: إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَان) [أخرجه الإمام مسلم، برقم: 132].

إن الانزعاج من تلك الوساوس أكبر دليل على صحة الإيمان، إذ لو لم يكن الإنسان مؤمنًا لما تململ من تلك الوساوس التي تناقض ما يؤمن به حقًّا ولما انزعج منها وسعى لردها، وإن جذر هذا الوسواس هو وسوسة الشيطان وما يلقي الشيطان في القلوب من شبه وشكوك.

ولنضرب مثلاً آخر أقرب لحياتنا الطبيعية، كما في حال المعدة السليمة التي تشتهي الماء والخبز وتشمئز من أن تأكل الطين، فكذلك القلب السليم، فهو يقبل الحق ويرفض وساوس الشيطان تلقائيا. أما إذا كان القلب مريضًا, فإنه يتشرب تلك الوساوس ولا يرفضها، مثله كمثل المعدة المريضة التي تبدأ في اشتهاء الطين ورفض الخبز!

طهّر قلبك ثم استقم

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ليَجْعَلَ مَا يُلْقِى ٱلشَّيْطَٰنُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَٱلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍۢ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الحج: 52- 54]

يبيّن الله تعالى في هذه الآيات وجود ثلاث أصناف للقلوب، اثنان منها مفتون -القلب الذي فيه مرض، والقلب القاسي– والثالث منها ناجٍ، أي القلب المؤمن السليم المخبت، وهو قلب المستسلم التبع لصراط الله المستقيم.

إن ما يلقيه الشيطان من شبه وشكوك تكون فتنة للقلب القاسي والقلب المريض، ولا يتأثر القلب السليم بتلك الوساوس ولا يضره ما يلقيه الشيطان أبدًا، لأنه يردّ ذلك ويكرهه ويبغضه، ويعلم أن الحق ليس إلى جانبه، بل يعلم بطلان ما ألقاه الشيطان فيزداد إيمانًا بالحق ومحبة له..

فعن حُذَيْفَةُ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَالْآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ ([أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، برقم: 144].

فالقلب المريض إذا عرضت عليه الفتنة شربها كما يشرب الإسفنج الماء، فتنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسودّ وينتكس؛ أما القلب المؤمن السليم فإنه إذا ما عرضت له الفتنة أنكرها وردها فازداد نوره وإشراقه وقوته؛ ولذلك فإن صاحب القلب المريض سريع التأثر بالشبهات والانجراف وراء المتشابهات من الدين، وذلك مصداق قوله تعالى: {أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ} [آل عمران: 7].

كيف تقهر وسواس الشيطان؟

قد يغلب الوسواس الشيطاني على الإنسان لمرضٍ في قلبه، فيصبح مستسلمًا لما يلقيه الشيطان في القلب من شبهات وشكوك. وهذا الإنسان نفسه قد يلقب نفسه بالمفكّر والباحث والمؤلف، ويمكث عقودًا من عمره في نشر أفكاره، إلا أنه ليس إلا متكلّم بما يمليه عليه الشيطان.

مثل هذا الإنسان، يلقي الشيطان شبهة في قلبه، فيظن أنها من بنات أفكاره، فيفرح بها قائلاً: رأيي في كذا، ووجهة نظري كذا، وهي ليست آراء أو وجهات نظر، وإنما وساوس شيطانية ألقيَت في قلبه، ثم خرجت على لسانه! ويبقى الحال كذلك مخطوفًا وأسيرًا لوساوس الشيطان فلا يملك نفسه، وهذا مصداق قوله تعالى: {شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: 112]

إن علاج هذا النوع من الوسواس تبدأ بكثرة الذكر والارتقاء بحال القلب من المرض ليغدو القلب سليمًا، ومن ثم يخرج القلب من دائرة الوساوس الشيطانية تلك، كما أن تلك الوساوس يخرج منها الإنسان إمّا صِدِّيقًا أو زنديقًا، فبمصاحبته لما يصلح قلبه يخرج من الوساوس صِدِّيقًا، وبتمسكه بما يفسد قلبه يخرج منها زنديقًا، فأفضل الدواء كثرة ذكر الله.

وهنا أعود للشخص الثالث في المثال المذكور آنفًا، لأقول لك إن أمثال هؤلاء كثيرون، وهم بالمجمل لا يبحثون عن الحقيقة، بل إن أغلبهم مغتر معجب بعقله وسعة اطلاعه وموهبة الكلام ومقارعة الحجج، فيأتي بالتكبر واستعراض قدراته العقلية، لا ليبحث عن الحقيقة. ومثل هؤلاء فإن الأجدى عدم الرد عليه.

إيمانٌ بالفطرة

أما عموم الناس، فإن أغلبهم غير مؤهل للرد على أغلب الشبه، ولكنهم رغم ذلك –نحسبهم عند الله- أفضل  من كثير ممن تكلمنا عنهم.

فهم –ولا نزكي على الله أحدًا- كأمثال جدتي وجدتك وغيرهم من أهل الفطرة النقية، المؤمنون بالفطرة، وقلوبهم نقية. الذين صارت قلوبهم من السلامة بحيث لا تقبل إلا الحق كما أن الطفل لا يقبل إلا اللبن، ولعل أحد العلماء يجلس أمامهم فينبهر بثبات إيمانهم وفطرتهم فيقول: “اللهم إيمانًا كإيمان العجائز”.

إن إيمان العجائز هذا هو إيمان الفطرة، {فِطرةَ اللهِ التي فَطَر النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: 30] وهو إيمان يثبُ إلى اللجوء لله كلما هبّت عليه معضلة أو حادثة دونما حاجة إلى براهين الفلاسفة واستدلالات المتكلمين، ولولا شك المتشكك لما وصل للحقيقة إلا أنه لولا سلامة قلب العجائز، لما رسخ إيمانهم من الأساس!

وعندما قال أبو حامد الغزالي إن الشك أول مراتب اليقين، فلعله كان يقصد عامة الناس باستثناء العجائز، فللعجائز إيمان بدون مراتب، ويقين لا يساوره الشك!


مصادر للتوسع والاستزادة:

– إغاثة اللهفان – ابن القيم

– المنقذ من الضلال – أبو حامد الغزالي

– تربيتنا الروحية – سعيد حوى

– المستخلص في تزكية الأنفس – سعيد حوى

– الإجابة القرانية – مهاب السعيد

– رحلتي من الشك إلى اليقين – مصطفى محمود

 

الإيمان والوجود .. لماذا نكترث؟

الإيمان بالله دعوة الرسل كلهم في كل زمان ومكان، ومن المعلوم أن طرقهم في الدعوة قد تعددت باختلاف العباد والبلاد، وقد سرد القرآن الكريم تلك الأساليب لتتكون منها الطريقة الواضحة الموصلة لمعرفة الله، سواء بضرب الأمثال، أو الدعوة للتفكر بما يناسب الفطرة فلا تنفر منه النفوس، مما يمنحنا دروس جليلة ينبغي التوقف عندها!

دروس من القرآن

ولعل أهم تلك الدروس، التأكيد على أن الدين لم يكن بلا أدلة ربانية، وأن الله لم يطالبنا بإحضار أدلة تؤكده وتثبت حقيقته، بل إن الدين أنزل ومعه الأدلة المثبتة صدقه، بل إن الأمر أبعد من ذلك، فإنا لسنا مطالبين فحسب بأن نؤلف منهجًا دقيقًا لترتيب الأدلة القرآنية والنبوية في الإقناع. بل جاء الدين بمنهجية الإقناع أيضًا.

لم يكن القرآن الكريم مدرسة من مدارس الفكر والفلسفة بين عدة مدراس، بل إن منهجية القرآن في الإقناع هي الطريق المتكامل، وهي بمثابة أقصر الطرق وأسرعها إلى الحقيقة، رغم أنها ليست الوحيدة.

عطفًا على ما تقدّم، نرى أن كثيرًا من الناس يقتنع بوجود الله عبر الخوض في الفلسفات والأفكار المجرّدة، وهنا ينبغي القول: إن الفلسفة قد توصلك إلى الإيمان بالله، ولكنها ليست الطريق الأفضل لعموم الناس، وكذا عندما تخوض في العلم الكوني التجريبي كالفلك والكيمياء والفيزياء، وتنصت جيدا إلى المكتشفات المذهلة في تلك العلوم، فلعلّك تقتنع بوجود الله في زمن أقل بكثير وبجهد أقل من زميلك الذي آمن عن طريق الفلسفة.

من هنا، ينبغي الإشارة إلى هي منهجية القران في الإقناع بوجود الله والإيمان به تتأسس على العقل الباحث في الطبيعة، كما في قوله تعالى: {قل انظروا ماذا في السماوات والأرض ۚ وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} [يونس: 101]. وهذه المنهجية ليست الوحيدة بكل تأكيد، ولكنها المنهجية الأسهل والأقصر والأقرب لأغلب عقول الناس وقلوبهم.

إن العقيدة أساس الدين كله، ومعلوم أن العقيدة تُؤسَّس على كلمة (لا إله الا الله. محمد رسول الله). وكما أن الدخول في الاسلام يبدأ بتصديق هاتين الشهادتين، فإن الشك في الإسلام أو الخروج منه يبدأ بالطعن أو تكذيب احدى هاتين الشهادتين.

البحث عن التشخيص الصحيح

تبدأ مهمة الداعية والمفكر المسلم في تشخيص داء المتشكك، بهدف فهم منبع الشك لديه، أي في فهم أي جزء من الشهادتين ينبعث شكه، ثم يبدأ في معالجة الداء من الجذور.

على سبيل المثال، بدلًا من أن نجادل الإنسان الطاعن في العبادات والشريعة بحجة أنها أفكار وأفعال بلا أي معنى، علينا أن نبحث عن طريقة لترسيخ كلمة “محمد رسول الله” في قلبه، بإقناعه في أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول من الله لا مدعٍ للنبوة، وأنه لا ينطق عن الهوى، وأن الدين الذي جاء به منزَل من إله عليم حكيم، يعلم الإنسان وما يصلحه، حكيم لا يشرعُ أي شيء عبثًا، وكل أفعاله وراءها حكمة وإن خفيت عنا.

إن مشكلة الإنسان الرافض للعبادات –في الحقيقة- ليست في أن العبادات وأحكام الشرع بلا معنى، بقدر ما أن مشكلته –الخفية- تتمثّل في شكّه وعدم تصديقه في أن محمدًا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقًّا، ومن ثمّ فإنه يرى في قرارة نفسه صعوبة تصديق ما جاء به من عبادات وشرائع..

وفي مثال آخر، فإنه من الأولى لنا –بدلًا من الجدال- مع إنسان يدعي أن “الله مجرد فكرة صنعتها البشر” علينا أن نكشف عن الخلل في فهمه لكلمة “لا إله إلا الله” في قلبه، وأن نحرص على إقناعه بأن الإيمان بوجود الله نابع عن أدلة عقلية ومنهج علمي دقيق، لا أنه وهم صدقناه لتلبية ما يسمى بـالحاجات الروحانية وأمنياتنا في وجود معنى للحياة، كما أنه ليس نوعًا من أنواع تمني حياة أخرى وجنة الخلد لشدة عدم تقبلنا للحقيقة الموت والفناء.

فعلينا –والحال هكذا- أن نسعى لكشف جذر الخطأ في السؤال بدلًا من الانشغال بالإجابة على السؤال نفسه والدوران مع المتشكّك في حلْقة مفرغة، فذلك هو الأمر في أغلب أسئلة المتشككين غير الباحثين عن الحق.

بهذا فإننا نسلك الطريق الواقعي نحو التشخيص الصحيح، فنعرف من أين نبدأ، وهذا ما تمليه علينا منهجية القران، فنبدأ الطريق من أوضح الخطوات فيه، ثم نسير في الإقناع لنصل بأسرع وأقصر طريق. وهذه –بالتأكيد- أيسر من سبل الإقناع الأخرى القائمة على التطويل وسرد الشكوك ومحاولة الإجابة عنها بما لا يشفي عليلًا ويروي غليلًا..

درجات وخطوات

تخيل أننا أمام إنسان لا يؤمن بأي شيء من الحقائق الدينية، فكيف سنقنعه؟!

يعلم جميع المسلمين أن العقيدة الإسلامية أساسها (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، وهذا يوحي أن الاقتناع بتلك الشهادتين هي نقطة النهاية في الحديث مع المتشكك.

تخيّل الآن، أن نقطة النهاية تلك هي درجةٌ في سلم طويل، وهذا السلم يبدأ بدرجة طويلة وعريضة جدًّا، والثانية أقلّ في كليهما، والثالثة أقل وأقل، وهكذا، بحيث تكون الدرجة الأخيرة هي الأقل والأولى هي الأطول والأعرض. وهكذا، فكلما كان الاقتناع بالأولويات أرسخ، كان الصعود –من البداية- أسلم وأثبت.

ننطلق الآن من الدرجة الأولى (لماذا نكترث بكل هذا من الأساس). لماذا نكترث بأي الأديان هو الصحيح ومنشأ الوجود أصلًا، فنبحث عن الفائدة من كل ذلك؟ أما الثانية فهي البحث عن ماهية الحقيقة، فإذا كنت تبحث عن الحقيقة، فيجب أن تعلم جيدًا طبيعة ما تبحث عنه، في حين أن الدرجة الثالثة هي الحاجة لتفسير وجود الكون، وهي جرجة توصلنا إلى مفترق الطرق. بما إن الكون موجود حقًّا، وبما أنه ليس مجرد وهم في عقولنا، فما تفسير وجوده؟ أهو أزلي؟ أم هو ناشئ صدفة؟ أم هو نتاج الطبيعة نفسها؟ أم لوجوده تفسير آخر؟

تأتي الدرجة الرابعة في ضرورة إثبات وجود الخالق (الله)، والإجابة عن التساؤلات التي يمكن أن تثار بين الناس حول نشأة الكون ووجود الله، ثم تأتي لدرجة إثبات وحدانية الله، وأن ذلك نابعٌ من كماله المطلق، فاحتمال تعدد الآلهة نقص، وبالتالي يفسّر لدينا لمَ كانت وحدانية الله ضرورة، لا بد من الإيمان بها.

وهكذا نتدرج في الدرجات واحدة تلو أخرى، لنفكك مقولات نزعة “الربوبية” ونبين أنها ليست موافقةً لحقيقة العبودية لله.

البداية: لماذا نكترث بكل هذا من الأساس؟

إن فرق اللادينيين كثيرة، فمنهم الربوبي، واللاأدري، والملحد المنكر لأي إله كان، واللا مكترث.. وإنك إن نظرت في الأبحاث حول أعداد متبعي الديانات اليوم لوجدت أن أغلب البشر يعتنقون دينًا ما، والأقلية هم من لا يؤمن بالأديان، وإن كان نسبتهم في تصاعد هذه الأيام.

وإنك إذا تركت الحديث عن الأرقام ونزلت إلى الحياة لوجدت العالم كثيرًا من معتنقي الأديان وهم لا يعرفون أيّ معنىً دقيقًا للدين، بل سترى أن أغلبية أتباع كل دين يؤمنون به لأنهم وجدوا آباءهم عليه، فهم ورثوه كما ورثوا عن أهلهم من لغة وثقافة وتقاليد وعرف مجتمعي.

لعل الحقيقة التي لا جدال فيها، هي أن أغلب البشر يتخذون الدنيا دينًا يعتنقونه، فهم يهيمون في حب الدنيا، يشغلهم المأكل والمشرب والملبس والمسكن والبحث عن بقية الملذات العابرة، ولأن المال هو الذي يجلب كل ذلك، فإن شغلهم الشاغل هو تحصيل المزيد من المال.

إن العالم –في ظاهره- متدينٌ، لكن أغلب الناس لا يكترثون لأي فريق كانوا فيه، فهم انتموا لهذا الدين لا عن قناعة، بل عن توارث، وهذه الدنيا التي يهيم بها الناس مغرية، وعروضها ملهية، ولكن تحت العروض هناك كلمة لا يراها أحد رغم أنها مكتوبة، فقدوا إدراكها بسبب حب الدنيا، وهذه الكلمة هي “تطبق الشروط والأحكام” والعرض سارٍ والمال موجود.

إن جوهر تلك الشروط والأحكام هي أن الموت حق، وبالموت سيزول كل أثر لعظمة الدنيا، وسيذهب المال إلى غيرك. بالموت تفنى أنت وتكون نسيًا منسيًّا. والموت لا ميعاد له وأنت تحت رحمة الأقدار أن يؤجل موعده.

والعاقل لا يهرب من حقيقة الموت، ولا يوهم نفسه أن ذكر الموت ضرب من ضروب الكآبة المقيتة والاضطراب النفسي، العاقل من يملأه الفضول ليبحث في الأديان ويعلم أين يكمن الحق، يبحث العاقل في كل ذلك -ولو فضولًا- من باب معرفة مستقبله، هل هناك حياة بعد الموت، أم إن بعد الموت عدم؟ العاقل يبحث ليجيب.

أقلية من البشر هم الذين تجردوا من معتقدات آبائهم وبحثوا عن الحقيقة بكل حيادية وصدق، دون اتباعٍ للهوى أو خضوع للتوارث والضغوطات المجتمعية والثقافة الغالبة.

هذا الانعتاق عن السائد والبحث عن القضية الوجودية الأولى والبحث عن الدين الصحيح وسط الأديان، هو الاكتراث الذي يمكن أن يفسر لنا هذه النزعة، إنه البحث عن اليقين والطمأنينة.

فلماذا تكترث بكل هذا من الأساس؟

إن اكتراثك هو نداء عقلك لتفهم مستقبلك، أما الحمقى، فهم الذين يركنون إلى الباطل ليشبعوا شهواتهم ويرتعوا في حقول الدنيا دون أي شعور بالذنب.

لماذا تكترث؟ لأن قضية الإيمان بالله الوجودية هي الأحق بالاكتراث، وكل قضايا الإنسانية الأخرى أتفه بكثير، بكل تأكيد، ومن هنا تبدأ الرحلة والحكاية.

ثم لم يرتابوا

يعيش عدد لا يستهان به من المسلمين في حالة من الشك بدينهم ورَيبٍ من صحة بعض التشريعات والأحكام والفرائض الإسلامية، فتراهم يتأثرون بكل شبهة تعرَض عليهم يقفون أمامها حائرين لايعرفون كيفية الخلاص منها، في زمن كثرت فيه الشبهات والفِتَن، والتي أصبحت تحيط بنا وتصل حتى عقر دارنا.

يكفي أن نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، أو ندير التلفاز لبضع دقائق، حتى نرى الشبهات تنهال علينا كالسيل فتغرقنا، إلى جانب المحاولات المستمرة لتشويه صورة الإسلام؛ إذ لم يتوانَ أعداء الإسلام يومًا عن وصم المسلم بصفات مقيتة هو بريء منها، فأساءت للمسلم المعتز بدينه، وأثرت في جموعٍ ممن لم يتشبّع بتعاليم الإسلام حتى بات مائلًا للغرب وانفتاحهم بكل ما فيه من فسادٍ، واتباعه لأفكارهم من دون نبذ السيّئ المخالف لشريعة الإسلام منها.

لا يمكن إنكار أن كثيرًا من المفاهيم الإسلامية قد مُيّعت لعوامل عديدة، وبات الشغل الشاغل لبعض الدعاة والمفكرين إيجاد دينٍ عالمانيٍّ تنويريٍ منفتحٍ ليُعجَب الجميع به!، ولا عجب في ذلك، فهذا زمن يعيش فيه المسلم المؤمن غريبًا، ولعلّه الزمن الذي حذر منه رسولنا الصادق الأمين، حين قال صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر) ]أخرجه أحمد في المسند، وقريب منه رواية أخرى في صحيح مسلم[ وبِتنا نرى من يبدل دينه بين ليلة وضحاها بعرض من الدنيا لشُهرة أو مال أو كِبر، فيصبح مسلماً ثم يمسي متلفّظاً بأقوال الكفر.

إن أسباب الشكوك وتمييع الدين الموصلة لبعض المسلمين إلى الإلحاد كثيرة لا يسعنا ذكرها كلها، ولكن الانفتاح الكبيرعلى المفاسد والشبهات من دون حصن منيع وقلب متيقن مؤمن بخالقه وبشريعته أتم الإيمان وعالم بعظمته وصفاته يجعل من السهل التأثربالشكوك والشبهات.

الشكوك والوساوس في الدين

الشك مرض من أمراض القلوب، فهو كالظلام الذي يغشى نور القلب شيئًا فشيئًا، فيشلّ كل ما في الجسد عن رؤية الحقيقة الساطعة ويمنع المسلم من التلذّذ بحلاوة الإيمان، ويُبقي المرء حائراً بين أمرين لايجزم بصحة واحد منهما.

الشكّ خلاف الوسوسة، فالوساوس تأتي على قلب وعلم متيقن يستطيع المرء طردها والتعوذ منها، وذلك كما يقول الإمام النووي رحمه الله في الأذكار: “الخواطر وحديث النفس إذا لم يستقر ويستمر عليه صاحبه فمعفوٌّ عنه باتفاق العلماء، لأنه لا اختيار له في وقوعه ولا طريق له إلى الانفكاك عنه، وهذا هو المراد بما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لأُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ يَتَكَلَّمُوا أَوْ يَعْمَلُوا بِهِ) [متفقٌ عليه]”.

من الممكن أن يخرِج الشكُّ الإنسان من الملّة فهو التذبذب وعدم الثبات والاطمئنان، إلا أننا يجب أن نؤكد أن التردد في كون الإسلام هو الحق أو بوجود الله وعدم الجزم بذلك، ناقض من نواقض الإيمان، وعلامة من علامات أهل النفاق الذين وصفهم الله بقوله: }مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً{ ]النساء: 143[

وما الشكّ إلا من الشيطان الذي لاينفك عن إغواء ابن آدم ليضلّه، إن استسلم له المرء عمى بصره وقَسا قلبه حتى لا يتأثر بكلام الله، وعليه يجب أن يختار الإنسان طريقًا من اثنين، فلا يمكن للإنسان أن يعيش بمرض الشك طوال عمره.

استحالة البقاء عند مفترق الطرق

الشك سلاح ذو حدين، إما أن يوصل إلى الهلاك باتباع طريق الشيطان، وقد ينتهي هذا الطريق في بعض الأحيان إلى الإلحاد، وهذا شأن الشك المذموم، يقول الله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَر] {النور:21].

وإما أن يوصل إلى طريق الحق واليقين، وهذا شأن الشك المحمود، ولا يُقصد بالمحمود أنه يجب على المرء أن يشك ليُبصر؛ إذ إن الشك يبقى مرضاً منهكاً للنفس، ولكن يقصَد به بأن تكون نهايته موصلةً للطمأنينة بالإسلام وتحقيق اليقين به.

فالمطلوب للإبصار الصحيح بدلًا من الوصول للعمى، البحثُ عن الحقيقة في مكانها الصحيح، فالبحث عنها بين المضلِّين لايوصل إلا إلى ضلال، وعندما يبحث الإنسان عن أجوبة لأسئلة ما، يذهب إلى أهل الاختصاص، وهكذا يجب على الشاكّ إن يذهب بأسئلته إلى أهل العلم ويبحث في كلام الله، وعليه أن لا يستسلم للشكوك ويترك تفسيراتها للعقل والرأي والهوى، فما الاستسلام لها  اب الميزان لما نراه من بل يجب التفقه لب متيقن مؤمن بخالقه وبشريعته حا ليعجب الجميع موع من المسلمين  ولا يمكإلا زيادة في الجهل وقلة في العلم بدين الله، فلا توجد شبهة  إلا ولها جواب داحضٌ من الكتاب والسنة وأقوال وردود العلماء، وذاك مصداقٌ لقوله تعالى: }ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{{البقرة:2}.

كيف أبعِدُ الشك؟

الشكُّ ابتلاء من الله سبحانه ليَميز به الخبيث من الطيّب، وهو يحتاج للصبر والثبات والتوقف عن الخوض بهذه الأفكار واللجوء لله سبحانه وتعالى بالدعاء والاستغفار، وإن كان الشاكّ خجِلًا من الله مما يفكر فيه، فإنّ الله قريب مجيب الدعاء قابلٌ لمن يلجأ إليه تائبًا باحثًا عن الحق، وهذا مما لا شك فيه، وإن بقيت تَحيك في الصدر الشبهات ولم يُتخلَّص منها، فسؤال أهل الذكر وطلب المساعدة من أهل الحكمة جزءٌ من عين الصواب.

كلما كان الإنسان للشيء أحوج، سهَّل الله طريقه إليه، وكلما كان الإنسان للحق أحوج، دعا الله فيّسر له الطريق، فيعينه الله في رحلة البحث عن الحقيقة والوصول لليقين، فيجب على الإنسان أن يجتهد في البحث عن الحقيقة ولايخضع لخطابات المشككين.

إن كثرة التعرض للشبهات والمعاصي والذنوب ومصاحبة رفاق السوء تقسِّي القلب وتفسد الفطرة السليمة وتعطل قدرة العقل على استيعاب الحقيقة وفهمها، فلا بدّ من المحاولة المستمرّة لإغلاق أبواب الشك والشبهات والمشتتات أولا، ثمّ اللجوء للعلم في محاربة الجهل وعدم المعرفة التي تبقي الإنسان في حيرة وتشكيك، فهو أفضل طريق للإنابة إلى الرحمن الرحيم بقلب سليم.

بناء اليقين

وهذا مايسعى إليه المسلم وحتى إن لم يكن شاكّا، فالوصول لليقين بالله يقي الإنسان من الانحراف عن الحق عند التعرض للكوارث والمصائب والشبهات حتى لو لم يجد جواباً لكل سؤال، ويبقي القلب مطمئناً متشرباً حب الله ورسوله، ومسلّماً تسليماً تاماً لشريعته وأوامره، فيكون من أولئك الموقنين، الذين امتدحهم الله تعالى في كتابه، فقال سبحانه: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا{ ] الحجرات:15[.

قال القرطبي في تفسيره عن قوله ( ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ): “أي لم يدخل قلوبهم شيء من الريب، ولا خالطهم شكّ من الشكوك”، وقال السعدي في تفسير الآية: “وشرَط تعالى في الإيمان عدم الريب، وهو الشك؛ لأن الإيمان النافع هو الجزم اليقيني، بما أمر الله بالإيمان به، الذي لا يعتريه شك، بوجه من الوجوه”.

نسأل الله أن يثبتنا على دينه و يجعلنا من أهل اليقين الذين بشرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمنزلة الرفيعة في الآخرة؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لاَ يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ) ]صحيح مسلم[..


مراجع للإفادة:

كيف يُحصِّن المرء نفسه من الفتنة في دينه ؟

كيفية الثبات في زمن الفتن

فتن آخر الزمان والثبات على الحق

الشكوك النفسية المعاصرة ومعالجتها عند الشباب للأستاذ. أحمد السيد

https://www.youtube.com/watch?v=MPhRDy0BBu8

‫اليقين بالله l الدكتور محمد راتب النابلسي

https://www.youtube.com/watch?v=gj7XtqNrIDw

وننصح الإخوة الذين تساورهم بعض الشبهات، ويبحثون عن طريق لمواجهة ما يلقى إليهم من شكوك، أن يتوكلوا على الله ويقصدوا توفيقه لردّ ذلك كله، فبفضل من الله يوجد برامج كثيرة وكتب وفيرة، والعشرات من المواقع التي تعين المسلم على التخلص من الشكوك، وتؤمن له زادًا يصحبه في رحلة الوصول لليقين نذكر بعضا منها:

مقالات موقع السبيل وقناة الموقع على اليوتيوب

https://al-sabeel.net/

موقع المحاورون لرد الشبهات

https://almohaweron.com/

https://islamqa.info/ar

https://www.islamweb.net/ar/

كما يوجد برامج لتعزيز اليقين والعلم الشرعي مثل أكاديمية زاد للعلوم الشرعية، وبرنامج صناعة المحاور

https://www.zad-academy.com/

https://almohawer.org/