تناقضات مؤسس القاديانية

image_print

يقول مؤسس القاديانية ميرزا غلام أحمد (المتوفى عام 1908م) إنه: “لا يمكن أن يكون في حديث العاقل وصافي القلب أيّ تناقض أو اختلاف. ولكن المجنون والمنافق يكون في حديثه اختلاف وتناقض”. وقال أيضاً: “لا بد أن يكون في كلام الكاذب اختلاف وتضاد” (الخزائن الروحانية 10/142، 21/275).

وهكذا فمن حوى كلامه -حسب القادياني- تناقضاً أو اختلافاً فهو إما أن يكون منافقاً وكاذباً أو مجنوناً، وهي قاعدة صحيحة يصحُّ أن يُرجع إليها لتقييم أقوال القادياني نفسه ودعاويه والحكم عليها، ولعل من المفيد استعراض طائفة من أقواله المدونة في كتبه ليتبيَّن القارئ حقيقته وحقيقة ما ادعاه:

1- بدأ القادياني [انظر مقال القاديانية في الموسوعة] دعوته بالدفاع عن الإسلام وأكد على أنه مجدد للإسلام ونفى مجيء نبي بعد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنكر ادعاء النبوة فقال: “أنا لا أدعي النبوة .. بل أنا القائل بكل الأمور الداخلة في العقائد الإسلامية.. وأُكفِّر وأُكذب كل من يدعي النبوة والرسالة بعد خاتم المرسلين واعتقادي أن وحي الرسالة بدأ بآدم صفي الله وانتهى برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم” (مجموعة اشتهارات 1/230، 231). وقال أيضاً: “فلا تظن يا أخي أني قلت كلمة فيها رائحة ادعاء النبوة كما فهم المتهورون في إيماني وعرضي.. ومعاذ الله أن أدعَّي النبوة بعدما جعل الله نبينا وسيدنا محمد خاتم النبيين” (حمامة البشرى 172)، “إن من يدعي النبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم هو أخو مسيلمة الكذاب” (أنجام آثم للغلام 28). ولكنه بدءاً من سنة 1900 أخذ يدعي أن باب النبوة لا يزال مفتوحاً فقال: “ولا تحسبنَّ أن باب الوحي كان فيما مضى ولم يعد له وجود في هذه الأيام وأن روح القدس كان ينزل فيما مضى وليس له أن ينزل الآن، الحق والحق أقول: إن كل باب يمكن أن يُسد لكن باب روح القدس سيظل مفتوحاً إلى الأبد”.

2- عندما ادعى النبوة أنكر القادياني أنّه نبيّ صاحب شريعة بل هو نبي تابع لشريعة محمد ، فيقول: “فما دمت رسولاً من الله ولكن دون شريعة جديدة، ودون ادعاء جديد وبغير اسم جديد، بل جئت حاملاً اسم النبيّ الأكرم خاتم الأنبياء” (نزول المسيح للقادياني 2)، لكنّه ناقض نفسه وقال أنّه صاحب شريعة وأمر ونهي فيقول: “فلتفهم ما هي الشريعة، كل من بيَّن الأوامر والنواهي بناء على وحيه، وأسس قانوناً لأمته صار صاحب الشريعة، فبناء على هذا التعريف يلزم المخالفين أن يقرّوا بأني صاحب شريعة، لأن وحيي يشمل الأمر والنهي” (الخزائن الروحانية للغلام 17/ 435).

3- يقول القادياني: “إن السبَّ والشتم ليس من أعمال الصدِّيقين، وأن مؤمناً لا يكون لعاناً” (إزالة الأوهام للغلام 66)، ثم نجده لا يترك وصفاً قبيحاً إلا استعمله مع مخالفيه وكتبه غصت بسبابه المقذع ومن ذلك أمثلة كثيرة منها: “لا يوجد شيء في الدنيا أنجس من الخنازير ولكن العلماء الذين يخالفونني هم أنجس من الخنزير، يا آكلي الجيفة وأيتها الأرواح النجسة” (القاديانية لظهير  140نقلاً عن أنجام آثم للقادياني)، وكثيراً ما وصف مخالفيه بأوصاف توصله إلى حد القذف، وقد أوصلته بذاءته مع المخالفين إلى المحكمة الجنائية التي أدانته بأنه سيء الخلق وفاحش اللسان وأخذت منه العهد ألا يستعمل مثل هذه الألفاظ مرة أخرى، كما اعترف الغلام نفسه بهذا العهد فقال: “أنا عاهدت أمام نائب الحاكم بأني لا أستعمل بعد ذلك ألفاظاً سيئة” (القاديانية لظهير 144 نقلاً عن مقدمة كتاب البرية للغلام 13).

4- جاء في كتاب (التذكرة) لغلام أحمد (478) أنه دعا ذات مرة أن يشفيه الله من مرضين، وهما الدّوار في أعلى  البدن، وكثرة التبوّل في أسفله، لكن الله لم يستجب دعائه لأن هذين المرضين ــكما يزعمــ من علامات المسيح الموعود فيقول: “دعوت ذات مرّة للشفاء من هذين المرضين تماما، فجاء الجواب: هذا لن يكون. فألقي في روعي من عند الله تعالى أن هذا أيضا من علامات المسيح الموعود. إذ ورد أنّه سينزل بين مهرودتين، فهذان المرضان هما الرداءان الأصفران، أحدهما في أعلى البدن، والآخر في أسفله”.

لكنه ناقض نفسه فقال إن الله شفاه من كثرة التبوّل، فيقول: “لقد جرّبت ورأيت أن بعض الأمراض أن الله قد تفضّل عليّ بمجرد الدعاء وزال المرض. فقبل بضعة أيام ساءت حالتي بسبب كثرة البول والإسهال فقمت بالدعاء فتلقيت الإلهام: “دعاؤك مستجاب” فوجدت أني قد تماثلت للشفاء بعدها فوراً. إن الله أفضل الوصفات كلّها وهي جديرة بالإخفاء، ولكني أفكّر أن هذا بخل، فأضطر لكشفه للناس”. (التذكرة 483). والملاحظ أن كلا النصّين نقلا عنه في عام واحد هو 1903م.

5- يقول القادياني: “إنه من غير المعقول أبدا ومن السفاهة حقاً أن يتلقى الإنسان وحياً، وهو ليس بلغته أو لا يفهمه، لأن فيه تكليف مالا يطاق، وما فائدة الوحي الذي هو فوق فهم الإنسان”. لكنّه ناقض نفسه فقال: “بعض الوحي الذي أتلقّاه يكون بلغات لا أعرفها إطلاقاً مثل الإنجليزي والسنسكرتي والعربي وغيرها” (الخزائن الروحانية 18/435، 23/218).

ميرزا غلام متوسطا أنصاره في قاديان

6- نرى القادياني في موضع ينكر أن يأتي بعده مسيح آخر فيقول: “وإنّا إذا ودّعنا الدنيا فلا مسيح بعدنا إلى يوم القيامة”. ولكنّه عاد فقال إنه من الممكن عنده أن يأتي بعده في المستقبل عشرة آلاف مسيح فقال: “وكذلك ما ادّعيت أن فكرة المماثلة قد انقطعت من بعدي، بل من الممكن عندي أن يأتي في المستقبل حتى عشرة آلاف من أمثال المسيح مثلي” (إعجاز المسيح للقادياني 38).

7- كفَّر القادياني من لا يؤمن به باعتباره المسيح الموعود فيقول: “والنوع الثاني من الكفر هو أن لا يؤمن بالمسيح الموعود مثلاً، أو يكذب -رغم إتمام الحجة- الذي أكّد الله ورسوله على تصديقه، مع ورود التأكيد نفسه في كتب الأنبياء السابقين أيضاً، فإنّه كافر بسبب إنكاره أمر الله وأمر الرسول” (حقيقة الوحي للقادياني 164). ولكنه ناقض نفسه في موضع آخر فيقول ما ترجمته: “مذهبي من البداية بأنّ من ينكر دعوتي ليس بكافر أو دجال” (ترياق القلوب، الخزائن للقادياني 15/432).

8- اعتبر القادياني أن المحدَّث مطلع على أمور غيبيّة فقال: “فإنّني دون أدنى شك جئت من الله تعالى محدَّثاً في هذه الأمة، والمحدَّث أيضا يكون نبياً من وجه، ومع أن نبوّته ليست تامة، لكن فيه جزء من النبوّة، لأنه يحظى بشرف مكالمة الله تعالى، وتُكشف عليه أمور غيبية” (توضيح المرام للقادياني 68)،  لكنه أنكر في نص آخر أن يكون المحدَّث مطلعاً على الغيب فقال: “فلو قلتم يجب أن يسمى محدَّثاً لقلت: لم يرد في أيّ قاموس أن التحديث يعني الإظهار على الغيب” (النبوة والخلافة للقادياني 76).

9- نرى القاديانيّ يقول إنه ليس فاطميّا: “وما كنت من جرثومة العلماء الأجلّة ولا من قبيلة بني الفاطمة” (مواهب الرحمن للقادياني 72). ونراه مرّة يزعم أنّه فاطمي فيقول:”ومع أنّ الله شرّفني بأنّي إسرائيليّ وفاطميّ أيضا وإنّ لي نصيباً من كلا العرقين” (إزالة خطأ للقادياني 16).

10- سئل القادياني عن رجل يقول إن بريطانيا هي الدجال المعهود وإنها من الباغين فأنكر وشدَّد في ذلك وقال في مدحها وحكمة ملكتها التي سمَّاها (ملكتنا المكرمة المرجوة) الكثير كما جاء في كتابه (نور الحق 34)، لكنه في كتاب (التبليغ 56) أجاب عمن سأله عن يأجوج ومأجوج فأجاب: “إن هذين اسمان لقومٍ تفرَّق شعبهم في زماننا هذا آخر الزمان وهم في وصفٍ متشاركون، وهم قوم الروس والبراطنة (البريطانيون) وإخوانهم”.

11- فيما يتعلق ببعض الأحكام، عدَّ القاديانيّ أكل لحوم الحمُر (الحمير) حراماً فقال: “ما تقول يا سيدي في لحوم الحمر الإنسية؟ حرام وإن طُبخ فاكسروا قِدرها وأهرِقوها” (عربي بول جال للقادياني 4). لكنّه في موضع آخر اعتبر الحمُر من الحيوانات الطيّبة، فقال: “أفلا توجد في الدنيا دوابّ طيّبة مثل الغزلان والحمُر الأهليّة والأرانب” (إزالة الأوهام للقادياني 137).

12- في مجال النبوءات، حفلت كتبه بنبوءات كثيرة بصفته نبياً ومسيحاً موعوداً يتلقى الوحي من الله كما ادعى وهو القائل: “لا يوجد شيء لاختبار صدقي وكذبي أحسن من تنبؤاتي” (مرآة الكمالات للقادياني 288) فهل تحققت هذه النبوءات؟ وهذه طائفة منها وبيان ما آلت إليه:

  • تنبأ القادياني بأن الطاعون الذي ضرب الهند ومواضع كثيرة منها في زمانه لن يدخل قاديان أبداً فقال: “هو الإله الحق الذي أرسل رسوله في قاديان وهو يحفظ القاديان ويحرسها من الطاعون ولو يستمر الطاعون إلى سبعين سنة لأن القاديان مسكن رسوله وفي هذا آية للأمم” (القاديانية لإحسان إلهي ظهير 179نقلاً عن دافع البلاء للقادياني10، 11)، لكن الطاعون دخل إلى قاديان وفتك بأهلها خلافاً لنبوءة الدجال واعترف بذلك في إحدى رسائله إلى أتباعه: “إن الطاعون هنا يبتلى به الإنسان ويموت بعد ساعات”، لا بل إن الطاعون دخل بيته نفسه الذي يقول عنه: “إن بيتي كسفينة نوح من دخله حُفظ من كل الآفات والمصائب”، فاعترف القادياني بذلك حتى أنه خاف على نفسه: “ودخل الطاعون بيتنا فابتليت غوثان الكبيرة فأخرجناها من البيت.. ومرضتُ أيضاً حتى ظننتُ أنه ليس بيني وبين الموت إلا دقائق قليلة” (القاديانية لظهير 180).

    غلام أحمد مع أحد أبنائه

  • رغب القادياني بالزواج من ابنة أحد أقاربه وهي شابة تدعى محمدي بيجوم وعندما رفض والدها بدأ بتهديده ووعيده وبلغ به الولع بها حتى أعلن متنبئاً أن “الله أظهر علي بصورة النبوءة بأن الابنة الكبيرة لأحمد بك تزوج لي مع أن أهلها يخالفون ويمانعون ولكن الله يزوجها معي ويرفع كل الحواجز ولا يستطيع أحد أن يحول دون تحقق هذا” (القاديانية لظهير 168 نقلاً عن إزالة الأوهام للقادياني 396). بل وصل به الأمر لأن يقول عن هذه النبوءة: “فليعلم المخالفون أنه لا يوجد معيار أحسن وأصلح لاختبار صدقنا وكذبنا من هذه النبوءة” (القاديانية لظهير 174 نقلاً عن مرآة كمالات الإسلام للقادياني 288). ومع الرفض المستمر الذي قوبل به تذلل لأهلها ورغبهم واسترحمهم ليوافقوا حتى لا يشمتوا به المخالفين الذين ينتظرون مصير نبوءته فلم يلق القبول بل زوجوا الفتاة من جندي في الجيش، فأصر غلام على أنها ستزوج له لأنها زوجت له في السماء وأن زوجها سوف يموت خلال ثلاث سنوات ثم ترجع إليه، وجعل هذه النبوءة أيضاً معياراً لصدقه وكذبه، وطال الأمد ولم يمت زوج المرأة بل امتد به العمر حتى شهد موت غلام وعاش بعده أكثر من أربعين سنة. (القاديانية لظهير 173).
  • ومن تنبؤاته أنه ولد له ولد سمَّاه “مبارك أحمد” فأعلن أنه: “نور من الله ومصلح موعود.. ومشفي الأمراض.. وهذا يشتهر في أنحاء العالم وأطرافها ويفك الأسارى ويتبرك به الأقوام”، فمرض الولد وهو ابن ثمان سنوات واضطرب غلام لذلك أيما اضطراب وعالجه بكل علاج ممكن وحينما خفَّ مرضه أعلن متنبئاً “ألهمني الله بأنه قد قبل الدعاء وذهب المرض ومعنى هذا أن الله قبل الدعاء ويشفي مبارك أحمد”، وما إن أعلن هذا حتى عاد المرض من جديد وتوفي الولد بعدها بأيام ليكذب نبوءات أبيه من جديد. (القاديانية لظهير نقلاً عن جريدة الفضل القاديانية 30 أكتوبر 1940م).

المراجع

  • القاديانية، إحسان إلهي ظهير، إدارة ترجمان السنة: باكستان 1984، ط16.
  • الفاضح المتنبئ القادياني، أبو عبيدة العجاوي وهاني أمين عمرية.
  • موقع شبكة ضد الأحمدية.
  • كتب غلام أحمد من الموقع العربي الرسمي للجماعة الأحمدية.

Author

التعليقات

تعليقات

0 ردود

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك رد